الڤيروسات، الكريات البيضاء الجديدة للطبيعة.. عندما ترفع الأم الطبيعة "شحاطتها" في وجه طفلها المدلل!
Heavy smog engulfing the northern Chinese city of Xi’an in 2013.Credit...Visual China Group, via Getty Images
كُتبت في: 02/03/2020
يرتبط مصطلح "الأم" بكتير من الصفات كالحنان والعطف والتضحية وطولة البال وغيرها من الأمور وكذلك يرتبط عند كتار بأشياء كالتربية والتدريس والأكل وهيك شغلات.. كما يرتبط، ولو على سبيل المزاح، بالعقوبات "التأديبية".. فكتار بيستخدمو مصطلح "شحاطة الوالدة" للتعبير عن النتيجة التي ستحصل عليها في حال مخالفتك للمنظومة العامة المطبقة في المنزل.. بعض الأطفال بخالفوا هي المنظومة لكتير أسباب منها ما هو متعلق بسايكولوجية الطفل وحب التجربة والشغب وكسر القوانين ومنها ما هو متعلق بخطأ في المنظومة وأسباب أخرى.. ولكن وبكل الأحوال عند مخالفة هالطفل للمنظومة تطبق عليه إجراءات تأديبية متدرجة الشدة من تذنيب وحرمان من أطعمة بحبها أو من مشاهدة برامجو التلفزيونية المفضلة أو من الموبايل والألعاب أو من الخروج من البيت أو الغرفة أو قد تصل عند البعض للعقوبات الجسدية كالضرب والتعنيف وغيرها.. هذه العقوبات بعضها مقبول وبعضها موضع نقاش وبعضها مرفوض بشكل كامل بس مو هاد موضوعنا...
موضوعنا أنو كوكب الأرض هوي بيت ومنظومة منزلية والأم الطبيعة هيي المسؤولة عن وضع هي المنطومة وتطبيقها.. الأم الطبيعة عندها أولاد كتير وبين هالأولاد عندها ولد هوي نوعًا ما آخر العنقود مدلل جدّا لدرجة أنو انفسد وأصبح لا يطاق.. شو ما طلب كانت تعطيه ومع هيك ضل بدو أكتر، وصل فيه الأمر أنو صار ياخد حصة أخواتو ويضربهم ويستولي على أكلهم وغرفهم بهاد البيت و"الماما الطبيعة" ساكتتلو وعم تقول لحالها هلأ بيعقل وشوي بيعقل بس عبث.. شاف الكل ساكتلوا تمادى وصار يخرب البيت نفسو شي يحفر بالأرض شي يحرق البرادي شي يوسخ مية الشرب شي يبخ شغلات بتضر بالهوا.. الماما الطبيعة شافت أنو الوضع لا يطاق نبهتو مرة مرتين ما كان يتعظ صارت تحرمو المصروف صار يتسلبط على حصص أخواتو أكتر.. الكل ضج منو وانزعج وهوي ما كان يصحى ولا يوقف تخبيص.. لحتى إجا الوقت اللي الماما الطبيعة تضطر ترفع في وجهو سلاحها التأديبي ((الشحاطة)).. طبعًا هالطفل أكل الشحاطة على وشو وعلمت الطبعة تبعها على خدو وماركة الشحاطة حسب الطبعة اللي مبينة على خدو هي COVID-19 (ڤايروس الكورونا) والشحاطة Made in China ولسه هالطفل المدلل مو حابب يفهم...
في كونٍ موازٍ آخر..
فإن كل كائن حي هو في الحقيقة منظومة تحتوي على العديد من المكونات الحية اللي كل وحدة منها بحد ذاتها منظومة حية.. بعض هي المكونات موجود لتلبية حاجة المنظومة من طاقة ومغذيات للنمو والقيام بالعمل وإصلاح التخريب الحاصل بالمنظومة وبعضها موجود للدفاع عن هذه المنظومة وتشكيل ما يسمى الجهاز المناعي... بعض مكونات هذه المنظومة قد يكون خارجي ولكنه مفيد للمنظومة بيعيش فيها ضمن علاقة تعايش بيفيد وبيستفيد كالبكتيريا المعوية المفيدة عند الإنسان مثلًا، وبعضها بكون خلايا ومكونات من المنظومة ولكن يشذ عنها ويصبح مكونات شاذة مضرة بهالمنظومة وفي حال تجمعه وزيادته يشكل بؤر سرطانية قاتلة...
إذا نظرنا لكوكب الأرض كمنظومة حية مكونة من مكونات حية فينا نشوف كل المكونات اللي ذكرتها فوق سواء المكونات اللي بتمد الأرض بالطاقة وقدرة التعافي أو المكونات الخارجية المفيدة من شهب وغازات وحرارة وضوء وغيرها.. بس إذا بننظر لللإنسان وبنحاول نفهم شو هوي وشو وظيفتو بتلاقي وجود تلات آراء:
- جماعة (سوما الفنان يقول إيه لسوما الإنسان): وهدول هني جماعة نظرة الإنسان لنفسو واللي فيها بيعتبر حالو مركز الكون ومالك الأرض وكل شي مسخر ألو وهاد رأي الزيت العكر اللي ما بقول عن حالو أنو عكر وسبق ناقشتها سابقًا وما رح أرجع ضيع وقت عليها (مقال سابق1، مقال سابق2)..
- جماعة (الـAgent Smith أبو نضارة): وهدول اللي بشوفوا أنو التصنيف الوظيفي للإنسان هو أنو كائن طفيلي وأقرب الكائنات الحية إلى الڤيروسات كمان حكيت عنو سابقًا (مقال سابق3)..
- جماعة (الطفل الفاسد والخلايا الشاذة): وهي الجماعة مكونة مني أنا.. لأنو أنا بشوف أنو لحتى الكائن يُصنف كطفيلي أو ڤيروسي لازم يكون كائن من خارج المنظومة وتطفل عليها لكن الإنسان للأسف ابن هالمنظومة مولود من الأرض وهو صنيع الطبيعة وليس مكون خارج عنها ولكنه مكون شاذ استطاع بتجمعه مع بعضو يكون بؤرة سرطانية خبيثة مدمرة لهي المنظومة.. ولكن الأم الطبيعة (unlike us) قدرت تطور جهازها المناعي واللي صار قادر مو بس يتعامل مع مسببات المرض الخارجية بل والداخلية أيضًا.. هاد التطور ما صار فجأة أو إجا من فراغ بل على مراحل.. بالأول حاولت تقاوم هالمرض اللي اسمو إنسان بطريقة إرسال "خلايا بلعمية / بالعة Phagocytes" تفترس الإنسان من حيوانات مفترسة وغيرها بتلعب دور الكريات البيض مشان تحد من أعداد البشر لما كان لساتو ضمن السلسلة الغذائية لكن الإنسان استطاع أنو يتغلب عليها ويصير برأس الهرم الغذائي بل ينفصل عنو ويصير الهرم الغذائي بالنسبة ألو متل Menu المطعم بيختار منو ما يشاء.. بعدين حاولت معو طريقة "الموت المبرمج Apoptosis" و"تجويع الخلايا Cell Starvation" عن طريق تحديد وتقليل الموارد بس كمان لاقى طريقة يزيد الموارد ولو حساب المنظومة الحية.. وهون ما كان في إمكانية إلى أنو هي المنظومة واللي هيي الطبيعة تطور جهازها المناعي وتخلق كريات بيض من نوع جديد بس بدل ما تكون بالعة تهاجم الجسم الضار وتبتلعو صارت من النوع اللي بيتغلغل جواتو وبيتطفل عليه وبدمروا يعني على مبدأ "وداوها بالتي كانت هي الداء" وهاد المكون المناعي الفعال هوي الڤيروسات!
الإنسان خرب كتير ودمر ولوث.. ووصل فيه الغرور إلى أنو فكر الأرض مُسخّرة ألو.. حتى اللي بينتهج المنهج العلمي ولا يؤمن بخزعبلات أنو مركز الكون كمان فكر أنو قادر يسخّر الأرض ألو ووصل فيه الغرور أنو فكر أنو الأرض رح تموت قبلو وأنو لازم يلاقي بديل ألها ليعيش فيه نسيان أنو الإنسان مجرد منتج ثانوي في تفاعل تكون الكون والأرض وأنو رح ينقرض قبل ما الأرض تكون وصلت لمرحلة الشباب حتى، لأنو الأرض عندها قدرة رهيبة على التعامل مع مشكالها وقدرة رهيبة أكتر على التعافي.. وأكبر مثال هوي اللي عم نشوفوا حاليًا.. كتير دول لوثت وخربت، منها اللي فكر أنو إذا تخلص من النفايات برا حدودو فهوي عمل شيء جيد لهيك ما ظهر التلوث عندو بشكل واضح (وهون مو بس نسيوا أنو الأرض كلها منظومة وحدة لا حتى ما تعاملوا على أنو كل الدول منظومة وحدة) متل أميركا والدول الأوروبية، ودول ما فرقت معهم ولوثوا حتى الجو تبعهم وصارت حتى السما عندهم ما فيك فيها الشمس متل الصين.. بس الأرض ومن خلال ڤايروس واحد جبرت دولة متل الصين توقف عن النشاط الاقتصادي والبشري ببعض أجزاءها لمدة كم شهر بس كانت كفيلة بأنو تنضف جزء كبير منها...
الطبيعة كتير قوية وعندها طرق مناعية وعلاجية واستشفائية رهيبة واللي مو مصدق يشوف الصور اللي عرضتهم ناسا عن انخفاض حجم التلوث بغاز ثاني أوكسيد النيتروجين اللي بينبعث من السيارات والمصانع وبلوث الجو بمدينة "ووهان" منشأ الكورونا بسبب توقف النشاط البشري والصناعي..
تكبير الراس مع الطبيعة مو فكرة حكيمة والإنسان مو لازم ينسى حالو ويتناسى أنو جزء من هي المنظومة وهاد البيت وأنو إذا ضل يخرب بهاد البيت فـ"شحاطة" الست الوالدة له بالمرصادي..
.............
الشحاطة: ولها أسماء أخرى كالزنوبة والشب شب وهي الـFlip-Flop نوع من أنواع عالسلاح الأبيض وقد تكون أحمر أو أخضر وتأتي بألوان مختلفة لمعرفة المزيد عنها تابع هذا الوثائقي https://www.youtube.com/watch?v=fEL-T_baCQk
Comments
Post a Comment