Posts

Showing posts from March, 2021

الحلقة المفرغة للجهل والتجهيل ما بين المتلقي ووسائل المعلومات غير الاحترافية

Image
كُتبت في: 24/03/2021 كثيرًا ما يعتبر البعض رفضي لرأي أي جهة إعلامية أو أي شخص مهما علا شأنهم وحاولوا إظهار الاحترافية والحيادية كحجة على شيء ما تزمتًا مني ومحاولةً أن أضعف حجة الآخر بعدم قبولي لأي مصدر ما لم يكن المصدر الأصلي أو مصدر أكاديمي.  اعتبار بعض الفئات أن الإعلام جهة موثوقة لنقل المعلومات العلمية أو الأدبية أو غيرها هو حلقة مفرغة من الجهل والتجهيل. فهذا النوع من المتلقين يبني رأيه ثقافته ومعلوماته ومعارفه على ما تقدمه وسائل الإعلام هذه حولها، ووسائل الإعلام هذه تبني المعلومة التي تريد أن تقدمها وتصيغها على ثقافة ومعارف ورأي المتلقين، وهنا نقع في حلقة مفرغة من الجهل والتجهيل، فإن كان المتلقون جهلة بشيءٍ ما قدمت لهم وسائل الإعلام هذه ما يدعم جهلهم ويوافقهم عليه، وإن أراد المتلقي تصحيح معلوماته عبر هذه الوسائل وجد فيها ما يزيد جهله ويثبته.  كثيرًا ما استغربت الفارق الكبير بين خطاب وسائل الإعلام بنسخها العربية والغربية فبالرغم من أنها (من المفروض) أن تكون تابعةً لنفس الجهة ولديها نفس الأجندة والمرجعية الإعلامية والمعلوماتية إلا أن كل شيء يختلف من حيث المحتوى والتقديم بين النسخة ال

إلى ضباع الإنترنت سدنة النار وحاملي مفاتيح الجنة

Image
  كُتبت في: 22/03/2021 كنت أتابع أصداء رحيل السيدة نوال السعداوي وخاصة سيل التعليقات بتحريم الترحم عليها أو إظهار التعاطف مع وفاتها وكأن تنبيه الناس على عدم الترحم عليها واجب على من يعلق هذه التعليقات، وآخرها رووم على الـClubhouse فيها أكثر من 500 شخص تحمل العنوان الحرفي الآتي "هل يجوز الترحّم على نوال السعداوي؟".. هنا خطر على بالي ثلاث قصص "منفصلة": القصة الأولى: رواد العرب والمسلمين والذين تم تكفيرهم ومهاجمتهم وقتلهم بسبب مخالفتهم (معلومًا من الدين وبالضرورة) وكيف لاحقًا وبعد انتصار أفكارهم وطروحاتهم على تخلف من هاجمهم وبعد أن أصبحت طروحاتهم جزءًا من الأسس العلمية والأخلاقية نجد أحفاد من كفرهم اليوم يفتخرون بهم ويقولون أننا أساس العلوم لأن علمائنا العرب والمسلمين (الذين هاجمهم أجدادهم) هم أساس العلم والطروحات التقدمية..  انتظروا يومًا يفتخر فيه أحفاد الضباع الذين نسمع صياحهم اليوم في التعليقات بمن يسبهم أجدادهم... القصة الثانية: يوجد رواية لست متأكدًا من تاريخيتها أو من صحة تفسيرها فمن عادات شعوبنا تسخيف المخالف، ولكن المهم أنها متناقلة بين شعوبنا اليوم وهي كالآتي

هل الفطرة بمفهومها الديني شيء حقيقي أم سوء فهم من قبل الأديان للتطور السلوكي؟

Image
  كُتبت في: 13/03/2021 "الإنسان متدين بالفطرة"، "الإنسان يبحث عن الإله بالفطرة"، "الدين هو من فطرة الإنسان وحتى لو لم يلقن للطفل فسيبحث عنه لوحده عندما يكبر"، "ألم تسمع بقصة إبراهيم؟"، "ألم تقرأ حيّ بن يقظان؟" جميعها عبارات لا بد أن تكونوا قد سمعتم إحداها على الأقل، فهل حقًا هنالك شيء يسمى الفطرة بمفهومها الديني؟ للأسف يحدث خلط كبير في المصطلحات بسبب اعتماد كلمات معينة كان لها معنى ما ومن ثم أثبت العلم عدم صحتها لكن لم يتم تصحيحها وهذا طبيعي ولكن في نفس الوقت يسبب حيزًا مهمًا لدعاة الأديان عامة ودعاة الإعجاز العلمي خاصة لخلط الأورق.. كما هو الحال في كلمة "ذرّة"، فكلمة "ذرّة" عند العرب (حسب التفاسير) كانت الشيء الصغير جدًا وعندما أرادوا تعريب كلمة Atom استخدموا كلمة موجودة وهي "ذرّة"، مما جعل دعاة الإعجاز العلمي يقولون أن الذرّة مذكورة في النصوص بالرغم من أنها لم تذكر بالمعنى الاصطلاحي لكلمة ذرّة.. كذلك الفطرة، حيث أنه لغويًا يوجد تداخل بين كلمتين هما الغريزة Instinct والفطرة innateness وهما كلمتان متداخلتان