Posts

Showing posts from August, 2020

أفرغ كأسك فمن غير الممكن ملء كأسٍ مملوءة...

Image
  كُتبت في 28/08/2020 إن أردتُ أن أفكر في وضع قائمة لأسباب مصائب مجتمعاتنا على كافة الأصعدة، سواء العلمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، فسيحتل "التلقين" مكانةً مرموقةً على رأس هذه القائمة... فالتلقين Indoctrination يعرف ببساطة على أنه: "the process of teaching a person or group to accept a set of beliefs uncritically." أي عملية تعليم شخص أو مجموعة قبول عدد من المعتقدات دون نقد أو تمحيص. وللتلقين في مجتمعاتنا نصيب الأسد من كل شيء، ويمثل الممارسة الأولى التي يتعرض لها الطفل منذ ولادته كأهم أداة من أدوات الأدلجة وأسلوب من أساليب الاغتصاب الفكري للأطفال ( مقال الأدلجة والاغتصاب الفكري للأطفال )... فنحن في مجتمعات تعتمد الحفظ كمقياس للفهم وتحتفي بالحافظ لا بالسائل أو الفاهم أو المشكك أو المبتكر؛ دورات التحفيظ في كل مكان من التجمعات الدينية إلى التجمعات التلقينية والتي تسمى اصطلاحيًا مدارس وجامعات... فعلى الصعيد الاجتماعي يتم تلقين الطفل عادات المجتمع كما هي دون أن يحق له السؤال أو التشكيك بها ويتم غسل دماغه بما يسمى قدسية العادات والتقاليد وأن من هو أكبر منك ب

التطور ونشوء الكون والمثلية.. بفضلكم تعلّم أبناؤنا

Image
  كُتبت في 19/08/2020 يجب على مجتمعاتنا الناطقة بالعربية والمتدينة أن تبني أمام كل منشأة علمية ثلاث تماثيل: الأول للتطور والثاني لنظريات نشوء الكون والثالث للمثلية؛ وتكتب تحتهم: "بفضلكم تعلّم أبناؤنا"... من ملاحظتي على مدى سبع سنوات ومناقشتي للكثيرين حول هذه المواضيع وجدت أنه لولا هذه المواضيع الثلاثة ومحاولة نقضها وإثبات خطأها الدائمة، لما تعلم أبناؤنا معنى قراءة الدراسات وتفنيدها وتحديد قويّها وضعيفها ومناقشة الدليل العلمي وفهم قوة المجلة الناشرة وغيرها من أساليب البحث، بل والمضحك أن العديد من الخريجين غير المختصين بهذه المواضيع الثلاثة قرأ دراسات عن هذه المواضيع عشرات أضعاف ما قرأه عن اختصاصه؛ لكن للأسف ليس ليفهم أو يبحث عن الحقيقة بل ليحاول دحضهم وإثبات خطئها متبعًا أسلوب التحيز التوكيدي Confirmation Bias وهو تحديد الجواب مسبقًا ومن ثم البحث عن الدراسات التي تناسب جوابك والفكرة التي تحاول إثباتها مهما كانت هذه الدراسات ضعيفة، وتجاهل كل ما يخالف فكرتك مهما كان قويًا..  فهم ببساطة يقبلون الدراسات مهما ضعفت وقدم زمنها إن وافقت فكرتهم لكن بالمقابل يصبحون أفذاذًا في تفنيد أدلت

هل الحاجة مبررٌ للوجود؟ حوارٌ حزين بين أبيقور وبائعة الكبريت.. التفكير بالتمني

Image
كُتبت في 18/08/2020 تخيل نفسك شبحًا مارًا في الطريق في ذلك الليل والثلج يتساقط عليك، فتصادف بائعة الكبريت الصغيرة (Little match girl قصة للكاتب الدينيماركي Hans Christian Andersen) وهي تلفظ أنفاسها من الجوع والبرد ولا يمكنك المساعدة فأنت مجرد شبح.. تسألك بما بقي لها من حياة: لماذا لا يوجد طعام ودفء لكل طفلٍ جائع وبردان؟ فتجيبها: لأن الطعام والدفء يا صغيرتي لا يتوفران حسب حاجتنا بل إذا وجدنا طريقة للحصول عليهما.. تقول لك: ولكني جائعة وأشعر بالبرد.. أليس هذا كافيًا؟ فتجيبها: الحياة ليست بهذه البساطة يا صغيرتي.. فالحاجة إلى الشيء لا تعني وجوده... تقول لك وهي تبكي: ولكن هذا ليس عادلًا.. فتجيبها (بحكمة الكبار وقسوتهم): ومن قال لك أن الحياة عادلة؟ "ومن قال لك أن الحياة أو الوجود عادل" هي أهم عبارة يجب أن نتذكرها.. فالعديد من المعتقدات تقوم على أن الحاجة للشيء هي دليلٌ على إثبات وجوده.. فالحاجة لوجود العدل والإنصاف بالنسبة لهم دليلٌ قاطعٌ على ضرورة وجوده، ولأن الأدلة تُظهر بشكلٍ قاطع أن الحياة (والتي هي نصف الوجود بالنسبة لمعتقدي فكرة الحياة ما بعد الموت) لا تتصف بالعدل حيث أن الكثي

العلم يتغير ويتبدل فلماذا عليّ انتهاجه؟

Image
كُتبت في 16/08/2020 العلم يتغير ويتبدل فلماذا عليّ انتهاجه؟ الجواب بسيط "لأنه يتغير ويتبدل عليك انتهاجه"... إحدى أهم ما يميز العلم وما ينتهج المنهجية العلمية هو خضوعه للشك والنقد والدحض والسؤال والتساؤل والتصحيح والتطوير، مما يضمن تطوره مع تطور المجموع الفكري للإنسان والذي بدوره يجعله أفضل ما هو متوفر... (راجع الرابط الأول في التعليقات).. وقولنا أن العلم يتطور ويتغير لا يعني بأي شكلٍ من الأشكال أنه يناقض نفسه وأن حقيقة اليوم ستكون خطأً غدًا، أو أن خطأ اليوم سيكون حقيقةً الغد بل كل شيء مثبت بطريقة علمية منهجية يتم تصنيفه ضمن درجات علمية حسب قوة الدليل الدال عليه ونوعيته فهنالك الملاحظة والفرضية والنظرية والحقيقة والقانون وكل ما سبق يقدمه العلم ضمن أُطر ناظمة، فالعلم لا يقول أنه يقدم لك الحقيقة المطلقة التي لا يمكن أن تتغير بل يقدم لك الحقيقة ضمن إطارين أساسيين هما: - الإطار المرجعي The Frame of Reference الذي يحدد الجملة التي تكون فيها الحقيقة صحيحة (راجع الرابط الثاني في التعليقات) فمثلًا طبيعة الجاذبية تختلف حسب الإطار المرجعي المدروس وبالتالي تختلف قوانينها وما يصح في منظوم

في داخل كلٍ منا ديكتاتور يخاف التخلي عن كرسيه ومكتسباته...

Image
  كُتبت في 13/08/2020 في البداية وقبل الدخول بالموضوع خلوني أحكي عن مغالطتين منطقيتين مهمتين (إن لم يكونا الأهم) مشان يكونو أساس للكلام تبعي لاحقًا... في مغالطة منطقية اسمها مغالطة التوسل بالمجهول/ بالجهل Appeal to ignorance وهيي أنو نقدم جواب بلا دليل اعتمادًا على عدم وجود جواب مثبت.. يعني إذا في سؤال انطرح وما عليه جواب فمرتكب هي المغالطة بحس أنو بحقلو أنو يعطي أي جواب دون دليل.. يرتبط بهي المغالطة مغالطة تانية تعتبر أختها الشقيقة ويتم أحيانًا اعتبارهم مغالطة واحدة واسمها مغالطة عبء الإثبات Burden of Proof وفيها يقوم الشخص المدعي بتحويل عبء الإثبات على الشخص الذي يطلب منه الدليل بعبارة (أثبت أن كلامي غلط أو أنت لا تستطيع أن تثبت أن كلامي غلط) مع أن الدليل على المدعي فلا أحد يستطيع أن يقدم دليل على ما هو مبني دون دليل لأن نفي الدليل يحتاج وجود الدليل المطلوب نفيه.. مثال: إذا أنا ادعيت وجود تنين وردي اللون في مجرة أندروميدا وقلت لأي أحد أثبت أن كلامي خطأ لن يستطيع (في الوقت الحاضر على الأقل) مع أنه في الحقيقة أنا من عليه أن يقدم الدليل على وجود ما أدعيه.. لذا فالأصل في الأشياء عدم الوج

أنت شخص "متشائم وشكاك".. أجمل كلمتي غزل ممكن أن أتلقاهما

Image
كُتبت في 12/08/2020 في أغلب المقالات التي أكتبها تأتي تعليقات تنتقد موضوعين أساسيين هما التشاؤم والشك اللذان "يغزوان كلماتي" على حد تعبير البعض... ما أريد أن أقوله أنني لا أتقصد أن أكون متشائمًا ولا متشككًا.. فقط.. بل أنتهج التفكير التشاؤمي والتشكيكي انتهاجًا وأنطلق منهما كمنطلق لأي موضوع أحاول أن أفكر فيه بموضوعية.. فأنا لا أتأمل الأفضل من شيء ولا أحاول الثقة فيه أو التيقن منه والسبب بسيط أن العلم قائم على التحليل التشاؤمي التشكيكي وبعيد عن الأمل الإيجابي أو الإيمان... كلام قد يبدو للقارئ ثقيلًا ولكن لنفكر به قليلًا وبكل صفة على حدة...  ومن الجيد أن هاتين النقطتين تحدث عنهما الكاتب الفرنسي "روما رولو" Romain Rolland والذي سأقتبس بعض كلماته... الفكر التشاؤمي: وهنا نتحدث عن تشاؤم الفكر لا تشاؤم الإرادة.. تشاؤم التخطيط والتحليل لا تشاؤم الفعل والعمل... حيث يقول الكاتب الفرنسي "رولو" في كتابه "ذبيحة إبراهيم Le sacrifice d'Abraham" ما نصه: " What I especially love in Lefebvre, is this intimate alliance—which for me makes the true man—of pess

التخبيص البشري التراكمي التزايدي الأسّي غير المتوقع

Image
 كُتبت في 02/08/2020 أي شيء بهي الحياة بمر بتغيرات وبينتقل من حالة لحالة، وقدرة الإنسان على إدراك حدوث هي التغيرات هيي الخطوة الأولى لتجنب عواقبها ولكن في خطوات تانية مهمة ولا تقل أهمية عن الخطوة الأولى واللي هيي معرفة العوامل المؤثرة على هي التغيرات ومعرفة آلية تأثيرها وكيفية تغيرها ومعرفة هل في عوامل مؤثرة جديدة رح تظهر أو عوامل مؤثرة حالية رح تختفي، مشان نقدر نعرف شكل التغير اللي رح يصير هل هوي تغير خطي أو أسي متوقع أو أسي غير متوقع، ولما بنعرف هي الأمور بيصير احتمال توقع شكل التغيرات أسهل وبالتالي تجنب المصيبة الناتجة عنها أسهل.. رح أعطي مثال مبسط كتير ولو أنو مجحف بحق التعاريف التي رح تورد فيه نوعًا ما.. لنعتبر أنو أنت واقف أعلى جبل ومعك حجر ورميتو، إذا الحجر نزل بدون ما يحتك مع شي ولا يخسر شي ولا يتكسر ولا يكسر فبكون هون التغير في حالة الحجر الشكلية صفر عند انتقالو من نقطة 1 (أعلى الجبل) للنقطة 2 أسفل الجبل وهون بنسمي الحالة ثبات (بشكل الحجر وليس بمكانه أو زمانه).. طيب لنعتبر أنو الجبل عليه تلج والحجر عم يجمع التلج حولو وهوي عم يتدحرج فالحجر رح يصير كرة ثلج ويكبر حجمها مع الوقت ك