إلى ضباع الإنترنت سدنة النار وحاملي مفاتيح الجنة
كُتبت في: 22/03/2021
كنت أتابع أصداء رحيل السيدة نوال السعداوي وخاصة سيل التعليقات بتحريم الترحم عليها أو إظهار التعاطف مع وفاتها وكأن تنبيه الناس على عدم الترحم عليها واجب على من يعلق هذه التعليقات، وآخرها رووم على الـClubhouse فيها أكثر من 500 شخص تحمل العنوان الحرفي الآتي "هل يجوز الترحّم على نوال السعداوي؟"..
هنا خطر على بالي ثلاث قصص "منفصلة":
القصة الأولى:
رواد العرب والمسلمين والذين تم تكفيرهم ومهاجمتهم وقتلهم بسبب مخالفتهم (معلومًا من الدين وبالضرورة) وكيف لاحقًا وبعد انتصار أفكارهم وطروحاتهم على تخلف من هاجمهم وبعد أن أصبحت طروحاتهم جزءًا من الأسس العلمية والأخلاقية نجد أحفاد من كفرهم اليوم يفتخرون بهم ويقولون أننا أساس العلوم لأن علمائنا العرب والمسلمين (الذين هاجمهم أجدادهم) هم أساس العلم والطروحات التقدمية..
انتظروا يومًا يفتخر فيه أحفاد الضباع الذين نسمع صياحهم اليوم في التعليقات بمن يسبهم أجدادهم...
القصة الثانية:
يوجد رواية لست متأكدًا من تاريخيتها أو من صحة تفسيرها فمن عادات شعوبنا تسخيف المخالف، ولكن المهم أنها متناقلة بين شعوبنا اليوم وهي كالآتي، وأقتبس:
"أنه عندما كان السلطان محمد (ما يسمى بالفاتح) يحاصر القسطنطينية.. ومجانيقه تضرب المدينة بعنف. والناس يموتون بالعشرات.. كان أهل بيزنطة يجادلون أنفسهم ويقتتلون عن ماهية الملائكة.. هل هم ذكور أم إناث؟ ويحمى الوطيس حيناً فتستخدم المدي والسكاكين .. ويهمد الحال أخرى فيقضون الوقت في تضميد جراح من قالوا بالأنوثة والذكورة وهكذا دواليك.. وعلى مدار قصف المدينة كان الكرادلة (جمع كاردينال) وحدهم يديرون أمور النقاش في ماهية الملائكة كما يديرون الحرب من خلف الأسوار.. أما الجماهير والجنود فكان عليهم أن يقاتلوا قسراً للدفاع عن الذكورة والأنوثة وليس دفاعاً عن المدينة ضد العثمانيين.. وقد تنبه أحد الكرادلة إلى خطورة الوضع فحول النقاش إلى مجرى آخر وطرح سؤالاً: كم من الملائكة يمكن ان يقف على رأس الدبوس؟ وتحول الجميع من الذكورة والأنوثة إلى الطرح الجديد".. انتهى الاقتباس..
لا أجد فرقًا بينهم وبين ضباع اليوم ممن يتخاصم هل يجوز الترحم أم لا...
القصة الثالثة:
وصية فريدريك نيتشه لأخته إليزابيث، وأقتبس:
" وبينما كان " نيتشه " على فراش الموت قال لأخته " أعطني وعدًا إذا متُ ألاَّ يقف حول جثتي إلاَّ الأصدقاء، فلا يُسمح بذلك للجمهور المحب للاستطلاع، ولا تسمحي لقسيس أو غيره أن ينطق الأباطيل بجانب قبري، في وقت لا أستطيع أن أدافع فيه عن نفسي"..
عدم قدرتكم على الرد على طروحات السيدة السعداوي رغم مواجهتها لكم كل سنوات عمرها هو دليل على عجز حجتكم أمام حجتها أما مهاجمتها في غيابها بهذه الطريقة المخزية فهو دليل عجزٍ مضاعف..
كانت الأساطير القديمة تقول أن من يحرس الجحيم هو كلب ثلاثي الرؤوس ويدعى سيربيروس والذي انتقل إلى الأديان الحديثة ولكني شبه متأكد أن حراس الجحيم هم ضباع سباعيو الألسنة...
Comments
Post a Comment