كيف تدمر التعليم والبنية التعليمية في سبع خطوات دون معلم (البرمجة اللغوية العصبية مثالًا)




كُتبت في: 05/04/2019

كيف تدمر التعليم والبنية التعليمية في سبع خطوات دون معلم:

- اتبع أساليب بتحسس الطالب أنو العلم همّ عليه وشغلة لازم يخلص منها
- حسس الطالب أنو لازم يقبل اللي عم يتلقن ألو بدون تحليل أو شك أو سؤال
- ابتعد عن مصادر العلم الحقيقي
- حسس الطالب أنو اللي بيتعلم ما ألو مستقبل ولازم يدور على بدائل سخيفة لكسب الرزق تعتمد عالكذب والنصب
- ادعم دعاة الخزعبلات والكذب وهمش أصحاب الشهادات والعلم
- ادعم العلم الزائف واسمح بترخيص دورات خاصة له
- وأخيرًا، الضربة القاضية افتح أبواب الشهادات والجامعات للعلم الزائف

أول تلات خطوات تم تطبيقها من زمان وبنجاح منقطع النظير (بنحط Tick جنب كل وحدة فيهم مشان ما ننسى).
رابع خطوة كمان تم تطبيقها بنجاح وعم نشوف إقبال العالم دورات التنمية البشرية (وهي علم زائف بل واحتيال عصري)، ودورات الTOT التابعة ألها، (اقرأ هنا).

خامس خطوة كمان تم تطبيقها بنجاح عبر فتح أبواب الإذاعات والمراكز الثقافية لأمثال البدكام مايك فغالي (اقرأ هنا):


سادس خطوة تم وبكل ترحيب تم فتح أبواب المراكز الخاصة لدورات الدجل والخزعبلات متل دورات الأبراج وقراءة الفنجان والضرب بالمندل:


سابع خطوة، الضربة القاضية.. نحنا وبكل فخر فتحنا صدور جامعاتنا وقاعاتنا للعلم الزائف وعطينا شهادات ممهورة بتصديق ومصادقة وتوقيع ومواقعة وترقيم وترقين جامعاتنا.. يعني معليش، ضعف البحث عنا والمستوى التعليمي وظروف الحرب حطتنا بذيل قوائم ترتيب الجامعات قلنا بتتعدل؛ بس أنو نطرح أطروحات ونعطي شهادات ممكن تسبب عدم الاعتراف عالميًا بالجامعات فهي مصيبة لأنو ببساطة أي حدا رح يدرس سنين فيها يمكن ما عاد يقدر يستخدم شهادتو برا سوريا...

عن شو عم أحكي؟
عم أحكي عن شهادات متل:
- ماجستير من جامعة دمشق- كلية العمارة- ماجستير تصميم ابنية بالطاقة الحيوية!!!! يتيح للشخص المختص ان يبني المنشأة سواء كانت سكنية أم تجارية على أساس الطاقة الايجابية.. ومقابلة عالتلفزيون، حكيت عنها قبل..
- ماجستير من جامعة دمشق- كلية الآداب والعلوم الإنسانية- في دور البرمجة اللغوية العصبية في تحسين التواصل الإجتماعي..


- جامعة دمشق- دبلوم البرمجة اللغوية العصبية..


لا وبيعطو معو شهادة واللي بيعطوا هيك كورسات شو اسمهم (مدربين) غريب ليش مو دكاترة مختصين؟!! يمكن لأنو ما في هيك شي بتعطيه جامعة معترف عليها لأنو ما يسمى برمجة لغوية عصبية مجرد علم زائف قيمتو وقيمة شهاداتو بسوق العلم تساوي صفر!!
ليش تساوي الصفر؟ بسيطة..
اقرأ شوي شو هوي العلم الزائف من جامعة ستانفورد، بعدها شفلي رأي جمعية علم النفس البريطانية British Psychological Society (BPS) بالبرمجة اللغوية العصبية واللي بتعتبرها myth يعني خرافة كذبة شو حابب تسميها سميها..

وبقولوا بالمقال:
"صحيح أن أقلية من مختصي علم النفس يتم تدريبهم على البرمجة اللغوية العصبية (NLP) ويدافعون عنها، لكن من الخطأ الشديد الاعتقاد بأن البرمجة اللغوية العصبية تستند إلى النتائج العلمية في علم النفس أو علم الأعصاب. في الواقع، تم تطوير هذا النظام - الذي يتم تسويقه عادة كوسيلة لتحقيق المزيد من النجاح الشخصي - من قبل اثنين من معلمي المساعدة الذاتية في السبعينيات، والذين قاموا ببساطة بتكوين مبادئهم النفسية بعد مشاهدة المعالجين النفسيين الذين يعملون مع عملائهم. NLP مليء بادعاءات كاذبة تبدو علمية بعض الشيء، مثل ادعاء وجود "نظام تمثيلي representational system" مفضل للتفكير في العالم وأن أفضل طريقة للتأثير على شخص ما هو عكس نظامهم المفضل.
وفي كمان أطروحة دكتوراه من جامعة University of Central Nicaragua حول البرمجة العصبية بتقول:
“NLP is a human development activity which is primarily commercial, controversial, and unproven. It borrows from psychology and other disciplines in an eclectic way to provide perceived gains in a short period.”
"البرمجة اللغوية العصبية هي نشاط للتنمية البشرية وهو في المقام الأول تجاري ومثير للجدل وغير مثبت. يستعير من علم النفس والتخصصات الأخرى بطريقة انتقائية لتوفير مكاسب محسوسة في فترة قصيرة ".

عادةً الدجل والاعتقادات بالأمور الخارقة للطبيعة بتنتشر بالمجتمعات اللي ما بتعتمد الأسس العلمية والمنطقية لتقييم صحة الأمور بل بتتقبل أي شي من شأنو أنو يريحها ولو بشكل مؤقت ويبيعها وهم القدرة على تحقيق الأحلام. هالانتهاكات للبنية العلمية والأكاديمية فيها من الخطورة الشيء الكثير لكتير أسباب: - تعميق هالنوع من الجهل وتحويلو إلى شيء ألو أتباع مقتنعين فيه. - إضفاء غطاء "علمي" على هاد النوع من الخرافات رح تنتج نوع من أتباع أنواع العلوم الزائفة المنتشرة متل أتباع التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية والطاقة والشاكرا وهي السخافات اللي لا تمت للعلم بصلة. - تقديم شهادات لا قيمة لها أكاديميًا تستخدم لإنتاج مدربين لا قيمة لهم علميًا وغير معترف فيهم وبالتالي استثمار فاشل يزيد من عدد الجهلة والعاطلين عن العمل نتيجة لإضاعة الوقت والمال في شهادات ودورات غير معترف فيها خارج نطاق الشخص اللي عطاهم ياها. - تعميق دور هي الخرافات بالمجتمع وبالتالي إبعاد الناس أكتر عن العلم والمنطق. - إنتاج "دراسات" و"كتب" غير معترف فيها حول هي المواضيع لتساعد أتباع هالعلم الزائف على المحاججة الباطلة. - وأخيرًا وليس آخرًا إضاعة مال ووقت وجهد وأمل ومستقبل لأنو هي الدورات بتكلف 40 ألف ليرة سورية (80 دولار تقريبًا) كمية الجهل والتخلف اللي انتشرت ببلدنا بهالسنوات الأخيرة مخيفة بسبب انخفاض الرقابة على هيك أخطاء وهاد انعكس بشكل واضح على المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي.

أخيرًا.. بعرف كتير حكينا عن عالمواضيع بس ما حدا فرق معو لا جامعات ولا غيرها والنتيجة رح تكون قاصمة حرفيًا..
بس حابب أطلب طلب من كل مين رح يدافع عن هيك دجل ومن كل هالمدربين.. أتحداكم تثبتوا علميًا أنو هيك دجل ألو أي دليل علمي وبأكدلكم ما رح تقدروا لذلك استحوا على حالكم واتركوا العلم واسترزقوا بالنصب بغير محل لأنو كل شي خرب ما ضل غير العلم المنفد الوحيد وأنتو عم تخربوه بجهلكم ودجلكم...

Comments

أكثر المقالات قراءة:

قراءة في "معجزة خلق الجنين" ما بين السردية الإسلامية وكتاب غالين

أصل الحياة (التولد الذاتي)، ودراسة جديدة لردم جزء من هذه الفجوة

الفرق بين الحجة والادعاء والدليل، وما هي أنواع الدليل

هل يمكن نفي ما لا دليل عليه؟ إثبات الادعاء السلبي المبهم Proving a Negative

ما بين رهان باسكال ورهان أوريليوس يتم التفريق بين التاجر والإنسان.. بين الإيمان والأخلاق