رأس السنة ومفهوم الـSave Point
كل مرة براقب أحداث ما بعد راس السنة وكيف الناس بتطلع بسرعة وبشكل روبوتي من الحالة الاحتفالية اللي كانت عليها قبل عدة ساعات بس وكأن شيئًا لم يكن وبترجع تعد أيام السنة الجديدة بنفس الهموم والقلق وحتى الاهتمام برجع بتذكر شي عطول كان يخطر عبالي وهوي مفهوم الـ Save Point الموجود بالـVideo games.
لما كنا نلعب أي لعبة عالكمبيوتر أو الموبايل أو غيرو فيها مراحل ومهمات للتنفيذ، أثناء المراحل كنا نحاول كل جهدنا وشو ما كلف الأمر أنو نوصل لهي النقطة (نقطة الحفظ أو ما كنا نسميه تسييڤ) هي النقطة اللي عم تضوي واللي شكلها عطول مشع ومتوهج وحلو وبيعطيك إحساس أنو هاد نفق النجاة بتصميم روحاني مميز، باللحظة اللي بنوصل ألها بنحس بشعور جميل يمكن أحلى شعور ممكن يحسو الشخص وهو شعور (ما رح أخسر اللي حققتو ومهما صار بعد هالنقطة ما رح أضطر عيد اللي قبلها وعطول رح أرجع عليها) أو باختصار هوي مزيج من شعورين الأول نابع من نزعة الإنسان لتجنب الخسارة Loss Aversion Tendency واللي حكيت عنو سابقًا والشعور التاني نابع عن شعور الاستقرار واللي هوي أهم شعور ممكن يحس فيه الإنسان، صحيح ما بيعطي نشوة المشاعر الهياجة متل وقت النجاح والربح لكنو بالواقع مريح أكتر منها ويستمر أطول منها، شي شبيه بشعور جلوسك على قمة الجبل وأخد وقتك بالنظر عالمناظر اللي حولك واللي بيجي بعد شعورك الهياج بالفرح للنجاح لأنك تسلقت قمة الجبل، شعور الاستقرار هوي شعور مهم لتستمتع وتشوف نتيجة النجاح أو الانجاز، ببعض الحالات متل حالات المنافسة المستمرة متل بالتجارة والبورصة والشركات المتنافسة وهيك أمور صعب تحس بشعور الاستقرار، صحيح عطول بتحس بشعور الإنجاز والنجاح لكن شعور الاستقرار والاستمتاع بنتايجو صعب تحسها وهاد اللي بعاني منو أصحاب الشركات والبورصة وغيرو والسبب أنو ما في Save Point تضمن أنو اللي حققوه ما رح يخسروه لذلك عطووول بيضلوا يركضوا مشان ما يخسروا اللي حققوه لحتى يوصلوا لـSave Point الوحيدة واللي هيي التقاعد أو الموت، وطبعًا هاد بيصير بكتير مهن وكتير ناس مو بالضرورة التجارة والبورصة.
منتوج الإنسان على طول يحمل صفاتو وأمنياتو بل بكون انعكاس ألها وهي الألعاب هيي انعكاس لحياة الإنسان اللي بيتمنى عطول يكون بالحياة في Save Points لذلك بيخلق هيك نقاط، منها الحقيقي ومنها المزيف لأنو متل ما عدم وجود هيك نقاط باللغبة ممكن يخلي كتار يبطلوا يلعبوها كمان عدم وجودها بالحياة بخلي كتار يفكروا أنو ما يكملوها.
بزماناتي لما كنت سنة رابعة جامعة وهي كنا نسميها (مقبرة الغذائية) لأنو كان فيها أصعب المواد والدكاترة قلي صديق إلي أنو "عنجد بستغرب من الشخص اللي بيخطرلو يكمل دراسة بعد هالتعب كلو، ألنا أربع سنين عم نفلح فلاحة ولسه سنة، بتعرف إذا بتخرج مستحيل فكر كمل". وقتها قلتلو "شهادة التخرج متل التسييڤ باللعبة أنت بس تاخد الشهادة بتضمن أنو مستحيل تخسر اللي حققتو وبلحظة تخرجك بتنسى كل التعب وبتصير مستعد تكمل، نحنا حاليا سنة رابعة واذا وقفنا بنخسر اربع سنين لكن بمجرد انو نكمل سنة كمان ونتخرج بنكون سيّڤنا اللعبة وبنصير مستعدين للمرحلة الجديدة ولا كأنو تعبنا" وهاد اللي صار فعلًا وتنيناتنا كملنا.
الفكرة أنو مو كل شي سهل ينعملو Save Points متل الدراسة والشهادات لذلك البشر اخترعوا Save Points وهمية متل راس السنة مثلًا واللي هيي يوم متل أي يوم لكن كل البشر بتركض عليه وبتحدد أهدافها على أساسو وبتقيم حالها وبتبني خططها وبتلاقيها كل السنة عم تفلح وبس توصل عليه بتحتفل ولا كأنو تعبت وبس يخلص هاليوم بتلاقي الكل رجع يعدّ أيام المرحلة الجديدة ويركض مشان يوصل لـSave Point اللي بعدها. وبالأخير كلياتنا بلعبة وعم نقطع مراحل، في اقتباس لشخص ما بعرف مينو ولكن أصدق شي انقال:
“We are all in the same game, just different levels, dealing with the same hell, just different devils.”
بالنهاية Happy New Game Level وركضًا ميمونًا جميعًا للوصول لـSave Point القادمة بأقل خسائر.
Comments
Post a Comment