التعاطف مع الضحايا واختلاف نسبته باختلاف نوع الضحايا.. طبيعة إنسانية أم مؤامرة قذرة أم تفرقة عنصرية؟
كُتبت في: 09/08/2019
ملحوظة: البوست قد يكون محبط ومحزن للبعض لذلك وجب التنويه والتنبيه..
بفترة الربيع والصيف بيكتر تكاثر الحيوانات والطيور ومع زيادة العدد بترتفع نسبة عامل الانتقاء الطبيعي من حيث بقاء الأصلح وموت الأقل قدرة على التأقلم، وإحدى طرق موت هالكائنات اللي بلحظها بشكل ملموس بهالفترات خاصة بالربيع هوي أنو بتم دعسها عالطريق من قبل السيارات.. أغلبها بكون حيوانات أو طيور فتية مو كتير منتبهة لهاد الخطر وأحياناً بسبب قرب أعشاشها وبيوتها من الطرقات.
بحكم شغلي اللي بيتطلب سفر عطول كنت لاحظ أعداد كبيرة من الحيوانات والطيور خاصة الثعالب والقنافذ والغريّر وطير الفيزانت مدعوسين عالطريق.. منظر جداً مزعج ومؤذي خاصة إذا كنت بتحب الحيوانات كتير.
الفكرة أنو من بين كل هالمشاهدات مبارح شفت قطة مدعوسة قطة بيضا وسودة طبعاً جداً زعجني المنظر بس اللي استغربتو أنو فترة الانزعاج استمرت لوقت طويل جداً مقارنة بالمعتاد.. وهون سألت حالي أنو ليش أنا انزعجت عالقطة بشكل أكبر بكتير من انزعاجي على الثعالب والفيزانتس اللي بشوفها بشكل يومي..
هون طلع معي عدة أمور بتحدد نسبة الحزن والتعاطف والتأثر بما أصاب الضحية:
أولاً- الندرة: وبقصد بالندرة هون ندرة مشاهدة هاد النوع معرض لخطر يعني كتير ممكن تشوف ثعالب وطيور ميتة على أطراف الطريق بس أنك تشوف قطة فهي أول مرة شوفها خلال تمان سنين هون وهاد بيعطي الحادثة ميزة بحكم أنها كسرت المعتاد.
تانياً- التميز: وهون الحكي عن التميز الشكلي حيث أنو القطط ألها أشكال مختلفة بتخليك قادر أنك تميز بين قطة والتانية وهاد التميز الشكلي بخليك تتعامل معهم باللاشعور أنو ألهم شخصيات مختلفة وبالتالي بتتعامل معهم كأفراد مو متل التعامل بين الحيوانات المتشابهة متل الثعالب والطيور اللي ألهم شكل ولون واحد فبكون تعاملك معهم تعامل شمولي يعني الثعلب الأول الثعلب التاني الثعلب التالت مو القطة السودا القطة البيضا والسودا والقطة اللي على راسها نقطة بيضا.. هون بكون انعدم التفاعل الشخصي مع المتشابهين (أو اللي أنت بتشوفهم متشابهين).
تالتاُ- القرب: القط مهما كان شارد أو بري بيضل تحسو أقرب عالإنسان من الثعلب، والقرب بيلعب دور كبير بالتعاطف وهي ما بدها شرح.
رابعاً- انخفاض احتمال الخطر: وهي نقطة مهمة، لما بكون في صنف أو مجموعة معرضة للخطر بشكل كبير فأنت أولريدي متوقع أنو يصير إصابات بالتالي عامل المفاجأة اللي بيشكل نصف الصدمة أو أكتر بكون التغى يعني أنت أكيد بتحزن على شب مات فجأة بحادث أكتر من ختيار كان مريض وناطر الموت بشكل يومي (في حال تساوي العوامل الأخرى بينهما خاصة عامل القرب)، والخطر اللي ممكن تتعرضلو حيوانات برية أكبر بكتير من الحيوانات الداجنة.
خامساً- أسلوب تعامل الدماغ مع الروتين: لحسن الحظ (حرفياً) الدماغ بيسعى للتأقلم والتعود على الروتين سواء كان حزن أو فرح برفع عتبة المشاعر والألم pain threshold يعني إذا كنت بتفرح لسبب ما وجسمك بيفرز هرمونات، مع تكرار الشي بيصير بدك جرعة أعلى لحتى يتحفز إفراز نفس نوع وكمية الهرمونات بجسمك ونفس الشي الحزن وهاد أهم شي بقوم فيه الدماغ لحماية الجسم والجهاز العصبي بأنو يحول الروتين اليومي مهما كات قاسي لباكغراوند ممكن تجاهلها بظاهرة اسمها أنا Background noise filtration حاكي عنها بمقال سابق.
سادسا- التحول إلى أرقام: كل ما سبق بحول الضحايا تعيسي الحظ (المتشابهين البعاد المعرضين دوماً للخطر) لأرقام وهالشي على مراحل حسب عتبة المشاعر تبع الرأي العام يعني أول شي بيتأثر الرأي العام بأي حادثة وبيذكرها بالتفاصيل مع وصف كامل لكل شي وبالأسماء مع حزن وتأثر كبير مع التكرار بيصير يذكر العدد مع ذكر الحالة مع حزن وتأثر مع التكرار بيصير يذكر العدد كخبر بين الأخبار مع التكرار بيصير إذا العدد مو كبير ما يذكرو مع التكرار بيصير ما يذكرو..
وطبعاً هاد طبيعة إنسانية ومجتمعية وبتفسر كتير أمور من تصرفات الإنسان والمجتمع واللي ما فينا نلومو عليها لأنها وسيلة لعدم انهيار المجتمعات في حال التأثر بكل شي بنفس القيمة.. وممكن إسقاط هالشي عالبشر يفسرلك كتير أمور بتضل تستغربها وتندد فيها!
بزماناتو في قائد حربي خسر المعركة وكان راجع مهزوم بس خايف من ردة فعل الحاكم وقبل ما يدخل لعندو شاف المستشار فخبرو أنو خسرو المعركة ومات 1500 جندي قام قلو المستشار مو مشكلة تركها عليي.. فات المستشار لعند الحاكم وقلو: سيدي قائد جيشك رجع وللأسف صار هجوم واضطر يتراجع تكتيكياً وبسبب هاد الهجوم مات حوالي 1000 جندي وانصاب شاعرك الشخصي إصابة مميتة وسكت بعدين رجع قلو بس تم إسعافو بسرعة وتمت معالجتو وهلأ يومين وبيوصل وقائد جيشك تأخر لأنو كان مشرف عالإسعاف وهلأ ناطر أذنك بالدخول... السؤال هون يا ترى ندرة الشاعر وقربو كانت كافية تغطي عتشابه الجنود وبعدهم!؟
Comments
Post a Comment