أهمية المصدر المرجعي

كُتبت في: 22/06/2020

يمتلك الطائر زوجًا من الأجنحة (مصدر) ويستطيع أغلب الطيور الطيران ما عدا بعض الطيور مثل البطريق (مصدر) والنعام (مصدر) وعصافير الدوري.. لا يمتلك الإنسان أجنحة ولكنه قام باختراع الطائرات عام 1903م (مصدر) ويعتقد العلماء أنه سيتمكن من الطيران دون استخدام أي معدات في عام 2173م حسب العديد من الدراسات.. ومن هنا نستنتج أن التطور السلوكي للإنسان قد يحقق أكثر مما قد يحققه التطور البيولوجي، لأن رغبة البشر بشيء ما تحفز الدماغ على إرسال إشارات عصبية إلى مختلف أنحاء الجسم (مصدر) مما يولد طاقة في بوابات الجسم السبعة تساعد الجسم على الطيران..

إذا قرأ أي منكم هذا المقطع المكون من حوالي الـ90 كلمة سيجد فيه خمس مصادر وجميعها علمية وموثقة (فمن السهل تقديم مصدر علمي موثوق على أن الطيور تمتلك زوج من الأجنحة، أو أن البطريق والنعام لا يستطيعون الطيران، أو أن اختراع الطيارات حدث عام 1903م، أو أن الدماغ يرسل إشارات عصبية إلى مختلف أنحاء الجسم... ولكن ماذا عن باقي المعلومات التي يحتويها المقطع؟ وماذا عن الاستنتاج الأخير في المقطع؟ من يقيم صحتهم وخطأهم؟ وهل مجرد وضع مصادر صحيحة وموثوقة يجعل المحتوي مرجعي موثوق؟ هل وجود مصادر لبعض المعلومات سيجعل معلومة أن طائر الدوري لا يطير صحيحة؟ أو أن مقولة أن الدراسات قالت أن البشر سيطيرون دون معدات موثوقة؟ أو أن فكرة أن هنالك بوابات طاقة معلومة علمية؟

هاد بالضبط الفرق ما بين المصدر العلمي الأكاديمي والكتاب العلمي التجاري!

كتار استغربوا رفضي لاعتبار أي كتاب مهما كان كاتبه أو معلوماته مصدرًا جيدًا لكسب المعلومات أو مصدرًا مقبولًا لدعم الفكرة العلمية ما لم يكن أكاديمي مراجع من جهة ذات اعتماد أكاديمي... كتار سألوني شو ممكن نقرأ كتب لنعرف أكتر عن التطور السلوكي والتطور البيولوجي وهي الأمور الجدلية وعن تقييمي لبعض الكتب العلمية المنشورة تجاريًا (طبعًا هون عم أحكي عن كتب علمية قد أكون أوافق على محتواها مو الكتب القراضة السخيفة تبع الحميات والبرمجة اللغوية وغيرها من العلوم الزائفة).. وكان ردي دومًا أنو هي الكتب حلوة وبتوصل أفكار ومعلومات بطريقة جيدة لأنو في شخص هاضمها وبعدين مقدملك ياها، ولكنها (ولنفس السبب) لا تعتبر جيدة لكسب معلومات عن موضوع علمي ما (خاصة إذا ما كان عندك أي فكرة عنو وعم تحاول تبني تصور علمي صحيح عنو) لأنو ما رح تكون قادر تقيّم المعلومات وصحتها بينما إذا كان عندك معلومات من مصدر صحيح رح تقيم معلومات الكتاب العلمي غير الأكاديمي: إذا صحيحة بتقبلها، إذا غلط بترفضها أو بترفض الكتاب، إذا مو متأكد من صحتها بتتأكد.. ولكن وحتى لو حوت على معلومات علمية فما حدا بيضمن إذا كل ما تحتويه علمي أو إذا استخدام الكاتب ألها صحيح واستنتاجاته صحيحة...

إذًا ما المصدر العلمي الصحيح ولماذا؟

ببساطة المصدر العلمي هوي المصدر ذو الدرجة الأولى أو ما يسمى Highly appropriate references واللي هوي المقالات العلمية المنشورة في مجلات مراجعة الأقران، وبيجي بعدها بالدرجة الكتب المنشورة من جهات ذات اعتماد أكاديمي Academic Accreditation متل الكتب وغيرها الصادرة عن الجامعات المعتمدة، وبعدها المنشورات الصادرة عن جهات ومنظمات معتمدة ومتخصصة ومرخصة..

وحتى بهي الحالات بدنا نفرق بين نوع المقالة هل هيي دراسة عن بحث محدد Research article أو مراجعة Review article لمجموعة من الدراسات حول نقطة ما بتاخد بعين الاعتبار نتائج مختلف الدراسات حول هي النقطة...

طبعًا في كتير أمور تانية تؤخذ بعين الاعتبار بس بشكل عام هي الأنواع بكون كل كلمة أو فكرة فيها مأخوذة من مصدر موثوق، وربط هي الأفكار مع بعضها مراجع من قبل مراجعين مختصين، وكل استنتاج فيها مراجع من قبل مراجعين لا علاقة لهم بكتّاب المقالات أو الكتب.. يعني ما رح يقدر الكاتب يضمن معلومة أو فكرة غلط، أو يربطها ببعضها بشكل غلط، أو يستنتج استنتاج غلط...

وفي حال صدفت ومرقت على كل هي الفلاتر لأي سبب كان (وهاد احتمال نادر جدًا ولكن وارد) أو في حال تبين وجود خطأ ناجم عن خطأ بالمعدات أو المجرب، فأي شخص قادر بعد النشر يناقشها وفي حال ثبت خطأها العلمي أو ثبت وجود أي خطأ فيها فيه يراسل المجلة وبتنسحب المقالة Article retraction أو بتتصحح بينما الكتاب التجاري لا يسحب ولو كتب الكاتب تبعو أنو الإنسان قادر يطير إذا نوى يطير وشدّ همتو متل ما شفتو بأول مقطع...

طبعًا الكلام أعلاه لا يعني أنك مو لازم تقرأ كتب أبدًا.. الكلام أعلاه حول أيها يعتبر مصدر علمي تستطيع استخدامه لإثبات فكرة علمية في نقاش علمي، أو لبناء تصور علمي صحيح حول فكرة علمية، وأيها لا...

صار الفرق واضح؟