ضجيج النجاح وصمت الفشل
كُتبت في: 20/05/2020
إحدى السمات التي تتشارك فيها السوشال ميديا مع الحياة الواقعية هي عقلية التسويق التي تنمو مع البشر.. فالجميع يميل إلى إعلان أصغر النجاحات وأحيانًا اختلاق بعضها، وفي المقابل يقومون بإخفاء الفشل والإنكسارات مهما عظمت...
أنت كمستقبلٍ خارجي تتصارع التساؤلات في رأسك حول مستقبلك ومحاولاتك وتجاربك ونجاحاتك وإخفاقاتك، تنظر حولك فتجد نفسك محاطًا بضجيج النجاحات التي يعلنها كل من حولك دون أن تسمع أي صوتٍ يُذكر للفشل وكأنه لا يشكل أي جزءٍ من حياة من يحيط بك.. فتشعر للحظة أنك الوحيد الذي يعاني الإخفاق، مما يولد عندك شعورًا باليأس والإحباط بل ومن الممكن أن تنضم للجوقة المطبلة للنجاح الكاتمة للفشل...
ومما يزيد الطين بلة في السوشال ميديا، أن سلسلة النجاحات هذه تتحول إلى كلمات ومنشورات يمكن لأي شخص العودة إليها بمجرد الدخول إلى حساب الشخص المعني ليجده وقد استحال حائطًا يعلق عليه صاحبه أوسمة النجاح ليظهر وكأن بين النجاح والنجاح نجاح..
لكن الحقيقة شيءٌ آخر...
فكلنا مخفقون ومن الإخفاق يولد النجاح ولو أن طبيعتنا البشرية تسمح لنا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا بما فيه الكفاية لكانت حياتنا اختلفت وحساباتنا الافتراضية اختلفت والأهم أن تأثيرنا على الغير كان ليختلف أيضًا وللأفضل..
اعلم أن فشلك وإخفاقك وندوبك الجسدية والنفسية ما هي إلا دليلٌ على أنك حاولت وجربت، لا تلم نفسك على إخفاقك ما دمت قد قدمت كل ما في استطاعتك تقديمه، بل تعلم منه واعمل على تصحيحه وإن كنت ستفشل ثانيةً لا بأس ولكن كن حريصًا ألّا تفشل بنفس الطريقة وحاول مجددًا حتى تنجح وعند نجاحك احتفل بالاثنين معًا نجاحك وفشلك فما كان للأول أن يحدث لولا الأخير.. وكن صادقًا مع نفسك ومع غيرك ولا تخجل من ذكر فشلك ففيه وفاءٌ لجهدك وفائدةٌ لغيرك...
وتذكر دومًا أن الفشل هو أول خطوات التعلم وخطوة من خطوات النجاح...
Comments
Post a Comment