الزبالة قدام باب جارك ليست مبرر لأن تترك الزبالة قدام بابك...
كُتبت في: 06/07/2020
في كل مرة أكتب مقال عن شخص أو رجل دين يبرر التحرش ويضع جزء من المسؤولية على الضحية تأتي عدة تعليقات تنم نوعًا ما عن عدم وضوح نقطتين عند أصحاب التعليقات قد يكون توضيحهما مفيدًا للجميع (مع الاحترام الكامل لأشخاص المعلقين فالاعتراض على الأفكار وليس الأشخاص):
أول نقطة: خطأ غيرك لا يبرر خطأك (وهي خليط ما بين مغالطة Red herring (الرنجة الحمراء) ومغالطة Tu quoque (وأنت كذلك/ التوسل بالنفاق)).. وفيها يتم الإشارة إلى أن غيري يخطأ نفس الخطأ فلماذا تلومني، ويتبع الشخص هذا الأسلوب لإبعاد اللوم أو النقاش عن النقطة الرئيسية وتحويلها إلى موضوع آخر أو تعميمها من أجل تعويمها...
أنا لا يهمني الزبالة الموجودة أمام منزل جاري مهما كان جاري متخلفًا أو متطورًا إلا في حالة وحدة وهي إذا قام جاري بتنظيف زبالته فقد أتعلم منه.. وكون المجتمعات الأخرى فيها تحرش لا يبرر وجود التحرش عندنا.. وإذا طبقنا (عقدة الخواجة) ونظرنا للغرب أو أميريكا.. أولًا أميركا ليست مقياس وهي مليئة بالمتطرفين واليمينين والشعبويين ومع ذلك أوروبا وأميركا صحيح قد يكون فيها تحرش لكن لا يوجد فيها غطاء مجتمعي ديني قانوني يبرر هذا التحرش بل يوجد قوانين ناظمة واعتراف بالمرض ووضع منهجية لعلاجه وإحصائيات له... وحتى لو كانت المشكلة وحدة ولكن أسبابها تختلف من مجتمع لآخر فالأفضل تعرف مشكلتك وأسبابها مشان تعالجها...
ثاني نقطة: نحن نطلب من الفتاة الالتزام بلباس محدد كطريقة وقائية كما نفعل عند الوقاية من المرض...
هذا يسمى إجراء وقائي مؤقت ويتم بعد أن نمر بالمراحل الآتية: تحديد المرض ومن ثم الاعتراف بوجوده ومن ثم محاولة منع انتشاره ومن ثم تطبيق الإجراءات الوقائية أثناء العمل على علاجه.. أما طلب إلزام البنت بلباس محدد دون الاعتراف بالمرض أو محاولة إصلاحو هو ببساطة تشريع للمرض وجعله القاعدة ومن يخالفه الاستثناء والسماح له بالتمدد والانتشار حتى يغزو المحيط كله وعندها لن يكون ارتداء لباس واقي كافيًا ولا حتى الحبس في المنزل كافيًا...
يعني يا عزيزي قبل ما تطلب من البنت تلبس لباس واقي.. اعترف أنو التحرش مرض وأنو اللوم يقع على المتحرش مية بالمية لأنو اعتبارك الضحية مشاركة بنسبة خمسة بالمية مثلًا فيه تبرير للمتحرش بنسبة خمسة بالمية.. واعتبار الوقاية من التحرش باللباس المناسب حل ناجع سيسمح للمرض بالانتشار حتى يصبح حبس الفتيات علاج ناجع بالنسبة لمنطقك وبعدها ينتشر أكثر لحتى تصير الفتاة مو آمنة على نفسها بالبيت...
كملخص.. وجود زبالة عند غيرنا لا يبرر زبالتنا.. الحل الوقائي يتم بعد الاعتراف بالمرض كي يكون الحل الوقائي مؤقت لريثما الانتهاء من علاج المرض وليس حلًا دائمًا بديلًا عن علاج المرض مما يفسح له المجال بالنتشار.. صعوبة علاج المرض هيي سبب للاستعجال في علاجه وليس للبحث عن حلول وقائية...
ملاحظة مهمة: الكلام أعلاه يناقش الأفكار حسب وجهة نظر من طرحها لأن الحقيقة هي أنني لا أنا ولا أنت يحق لنا أن نملي على الفتاة أو الشاب كيفية لبس ثيابهم أو التصرف في حياتهم أو التزام منزلهم سواء كنت تراه حل علاجي أو وقائي أو فضائي...
Comments
Post a Comment