"لا يفلُّ الحديدَ إلّا الحديد".. أهمية الدليل
كُتبت في: 20/10/2020
قديمًا قيل "لا يفلُّ الحديدَ إلّا الحديد"
بما معناه أنه حتى تبرد الحديد تحتاج مبرد من حديد ولا يؤثر على الحديد إلا أداة من جنسه، طبعًا كلام يعتبر غير دقيق الآن لكنه كان صالح لزمانه بحكم أن الحديد كان أقسى ما تم اكتشافه في ذلك الوقت.
ولكن اليوم لدينا قول أهم وأدق وهو "لا يفلّ الدليلَ إلا الدليل" وهذا القول يحمل معنيين:
- المعنى الأول: أنه لا يمكنك نقض ما عليه دليل إلا بتقديم دليل يثبت بطلان هذا الدليل.
- أما المعنى الثاني وهو الأهم: أنه لا يمكنك إثبات بطلان شيء لا دليل عليه بتقديم دليل، فالدليل على بطلان الشيء يكون بتقديم دليلٍ على بطلان الدليل الذي يثبته (المعنى الأول) أما ما ليس عليه دليل فهو لا يمكن إثبات بطلانه لكن في المقابل لا يمكن إثبات ثبوته وصحته.
ومن هنا نجد أن لدينا ثلاثة حالات على صحة أو وجود شيء ما:
- الشيء صحيح وموجود: لوجود دليلٍ عليه لم يتم إثبات بطلانه بدليلٍ آخر.
- الشيء باطل وغير موجود: لوجود دليلٍ على بطلانه يبطل الأدلة على صحته ووجوده ولا يوجد دليل قادر على إثبات العكس.
- الشيء لا دليل على وجوده أو صحته من الأساس: وهذا لا يمكن إثبات لا وجوده بالدليل ولا بطلانه بالدليل للأسباب التي شرحت سابقًا.
الحالة الأولى علمية ثابتة مدلول عليها ولها قيمة.
الحالة الثانية علمية ثابتة مدلول عليها ولها قيمة.
الحالة الثالثة غيبية غير علمية وغير ثابتة وغير مدلول عليها وليس لها أي قيمة. وستبقى بلا قيمة مهما مضى على وجودها أو زاد عدد من يعترف بها، فقِدَم الشيء وعدد المقتنعين به دون دليل لا يعطي قيمة له وإلا لكانت ملايين القصص التي تعتبر أساطير وخرافات هي قصص صحيحة ومثبتة.
طيب بالحالة التالتة مو ممكن يكون الدليل غير متوفر حاليًا ويصير متوفر بالمستقبل؟:
الجواب:
هاد بعود لمدى مطابقة بناء هي الفرضيات للواقع. يعني اذا عم نفترض أنو يوجد تنين في مجرة أخرى فنحنا هون مو قادرين نثبت عدم صحة هالشي لأن لا يوجد دليل عليه أساسًا واحتمال ايجاد دليل عليه مع الوقت صعب لأن بناء هذه الفرضية بعيد عن الواقع ولكن بما أنه لا يمكن نفيه يبقى واردًا لكنه غير صحيح حتى يتم إثباته بالدليل. أما إذا عم نفترض وجود كائنات فضائية فأيضًا لا يوجد دليل عليها بالتالي لا يمكن نفي ذلك لعدم وجود دليل أساسًا ولكن أيضًا لا يمكن إثباته لكن احتمال وجودها أعلى من وجود التنين ومع ذلك تبقى غير موجودة حتو يثبت وجودها.
الملخص أنه حتى لو يوجد إحتمالية لإيجاد دليل في المستقبل فالشيء غير موجود حتى يثبت وجوده بالدليل ولكن يؤخذ احتمال إمكانية وجوده بعين الاعتبار ويقاس مدى هذا الاحتمال بمدى مطابقة بناء الفرضية وجزئياتها للواقع. لذلك مثلا عندما افترض آينشتاين وجود ثقوب سوداء فعندها كان بناء فرضيته وجزئياتها دقيق علميًا ومطابق للواقع ولذلك كانت فرضية علمية تم التأكد منها لاحقًا لأنها كانت كل جزئياتها مثبتة وعليها دليل ولم يبقى إلا إثبات وجود نتيجتها وهي الثقب الأسود.
يعني إذا أنا عطيتك دليل مفصل ومحكم على أنو عندي سيارة متل رقم السيارة وأوراق الملكية الرسمية وكل شي فأنت ما فيك تقول أنو ما عندي سيارة لأنك ما شفتها لأنو عندي دليل. أما إجي قلك أنا عندي سيارة وما معي أي دليل وإذا مو مصدق أثبتلي أنو ما عندي فأنت ما فيك تثبت بس بالمقابل هاد ما بيعني انو انا بالضرورة عندي سيارة.
وضحت الفكرة؟ وكيف ممكن نفرق بين الفرضيات والنظريات القائمة على الدليل وبين الافتراضات العشوائية.
الافتراضات العشوائية حكمها عدم وجود الشيء حتى يثبت بالدليل حتى لو في احتمال ايجاد هالدليل لاحقًا.
والأهم هل من الصحيح اعتماد هي الافتراضات ونبني حياتنا عليها لأنو احتمال تكون صح ويلاقالها دليل بالمستقبل مع أنو احتمال أنو ما يلتقالها دليل وارد كمان وبشكل أكبر.
Comments
Post a Comment