طبق الأدلجة البارد والاغتصاب الفكري للأطفال..


كُتبت في: 30/08/2018

الإديولوجية ألها عدة تعاريف حسب الاستخدام تبعها ولغوياً بتم تعريفها بعدة طرق وحدة منها:
A system of ideas and ideals, especially one which forms the basis of economic or political theory and policy.
يعني نظام أو مجموعة الأفكار والمثل اللي بتشكل القاعدة اللي بتنطلق منها النظريات الاقتصادية والسياسية وفينا نضيف عليها الاجتماعية كمان بحيث بتحدد طبيعة وطابع المنهج، المتبع يعني كل نظام اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي مهما تفرعت أساليبو بيضل عم يدور حول مجموعة أفكار مركزية بتحدد طبيعتو.. واللي مع الوقت بتحدد مواصفات مجموعة البشر اللي بينتمو لهاد النظام وهون بندخل بالتعريف التاني للإديولوجية: The set of beliefs characteristic of a social group or individual.

أما الأدلجة فهي عملية ممكن تقسيمها لتلات مراحل:
- صنع القالب (طنجرة الإيديولوجية) عبر تحديد الأفكار اللي بتشكل الإديولوجية وإضفاء صفة الأهمية أو القدسية لهي الأفكار عبر ربطها ببقاء المجموعة أو جعلها شرط أساسي للتطوير أو ربطها بقوى عليا بحيث تتحول لقالب جامد غير قابل للنقد والنقاش.
- طبخ الأفراد والمجموعات: صب أفكار الإديولوجية ضمن وعي ولا وعي أفراد المجموعة عبر التركيز على الجوانب المضيئة والوعود الخاوية والتكرار اليومي بحيث يتعود حس الفرد عليها وهون بكون خلص قسم الترغيب وبننتقل للترهيب بتخويف الأفراد والمجموعات من مضار الابتعاد أو رفض الإيديولوجية لما قد ينتج عنه من عواقب تضر بالفرد والجماعة ووضع عقوبات لمن يخالف سواء كانت عقوبات مؤجلة أو معجلة.
- تقديم الطبق الإيديولوجي: بعد طبخ الفرد والمجتمع جيداُ بهذه الأفكار يتم صب هؤلاء الأفراد في الطنجرة (القالب الإيديولوجي) وحصر كل نشاطهم وإبداعهم في خدمة تحقيق الأهداف المنطلقة من الإديولوجية المحددة..

هلأ بنجي عالموضوع الرئيسي.. الأطفال..
أثبتت التجارب المجراة في جميع مطابخ الإيديولوجيات الفكرية أنو كل ما كبر الكائن المطبوخ في العمر كل ما تغيرت خواصه وأصبح أقل جودة للطهو سواء كطعمة أو كسهولة طبخ.. فالنباتات كل ما زاد نضجها كل ما تحولت أحماضها لسكريات ونشويات والحيوانات كل ما زاد عمرها كل ما صارت أليافها العضلية أقسى (عسي اللحم) وزاد الدهن وصار بدها وقت أطول بالطبخ... كذلك الدماغ كل ما زاد عمر الشخص وتجاربو (فالمفروض) تزيد قدرتو التحليلية ويزيد فهمو وتتطور أساليب المقارنة والفلترة عندو.. بالتالي بيصير أصعب أنو تشربو الأفكار اللي بدك ياها وحتى لو لقيت طريقة تشربو ياها فما رح تكون النتيجة صافية ونقية متل ما بدك.. لذلك تتوجه معظم المطابخ للحم الغض اللي مو قادر يدافع عن حرمة أفكارو وتفكيرو قدام السيل الجارف من السموم اللي بتتقدم ألو من مجتمعو ومن دائرتو الصغيرة اللي بالنسية ألو هني أشخاص موثوقين وأهم شي عندهم حمايتو..

هلأ إذا بنسأل عن سبب أنو ليش الأطفال ما بحقلهم الزواج أو سواقة السيارة أو شرب الكحول أو التدخين قبل عمر 16-18 (بمعظم الدول ولو عالورق) رح يكون الجواب أنو الطفل قبل البلوغ الفكري القياسي (18 عام) هوي شخص غير قادر على المحاكمة العقلية بشكل جيد بالتالي مو مسؤول عن أفعالو وقراراتو وما بيتحاسب عليها.. طيب معقولة نحنا ما فينا توثق بأنو نقدم هيك سموم ومسؤوليات للطقل لأنو مو بالغ بس بنفس الوقت مستعدين نقدملو أفكار إيديدولوجية مريضة ونشرب دماغو بهيك سموم عادي..

يعني هل من الطبيعي تشريب الطفل الإيديولوجية تبع مجتمعو وأهلو سواء كانت دين محدد أو قومية محددة أو حزب محدد أو سياسة محددة أو حتى فكرة محددة بس مشان يكون نسخة عن أهلو وما يطلع برا القطيع... طيب يا أخي إذا أنت هالقد واثق أنو اللي أنت متبعو صحيح وأنو جزء من الفطرة وأي عاقل رح يوصل عليه شو رأيك تربي ابنك صح عالفكر والتحليل والنقد بمعزل عن إيديولوجيتك بحيث لما يكبر يكون فعلاً عاقل ووقتها إذا إيديولوجيتك صح هوي رح يختارها بشكل أوتوماتيكي..

بإيطاليا تمت محاكمة عائلة Vegan خضريين (ما بياكلو أي شي مو نباتي مهما كان مصدرو سواء لحوم أو مشتقات ألبان أو بيض أو غيرو) لأنو فرضوا على أولادهم حمية خضرية... طيب يا ترى كم عائلة لازم تتحاكم على اغتصاب أطفالها فكرياً وتشريبهم دين أو قومية أو أفكار حزبية ثبل ما يكونوا قادرين على رفض هيك سموم..

الحل طبعاً مو بالعزل يعني حتى لو أنت ملحد فعزل أولادك عن الأديان كمان نوع من الأدلجة لازم الولد يتعرف على كل شي بطريقة علمية وصحيحة وتقدية بعيداً عن أوهام التقديس والتسليم ويكون على مسافة من كل شي وبالنهاية يكون ألو حق الاختيار وتحمل مسؤولية خيارو..

لا تخلي ولادك مكون من مكونات طبخة أثبتت المطابخ أنو آخرتها عالزبالة…

Comments

أكثر المقالات قراءة:

قراءة في "معجزة خلق الجنين" ما بين السردية الإسلامية وكتاب غالين

أصل الحياة (التولد الذاتي)، ودراسة جديدة لردم جزء من هذه الفجوة

الفرق بين الحجة والادعاء والدليل، وما هي أنواع الدليل

هل يمكن نفي ما لا دليل عليه؟ إثبات الادعاء السلبي المبهم Proving a Negative

ما بين رهان باسكال ورهان أوريليوس يتم التفريق بين التاجر والإنسان.. بين الإيمان والأخلاق