قراءة في "معجزة خلق الجنين" ما بين السردية الإسلامية وكتاب غالين
كثيرًا ما نجد نقاش "ديني- لاديني" حول ما يسمى بمعجزة "خلق الجنين" في القرآن، والرد عليها من قبل اللادينيين بأنه حتى نقول عن شيء أنه "معجز" - بفرض أن لكلمة معجز معنى أساسًا- فإنه على الأقل يجب أن يحقق بعض الشروط، منها: - أن يكون مذكورًا بشكل واضح لا يحتمل التأويل أو التشكيك أو المعارضة (فما طرأ فيه الاحتمال بطل فيه الاستدلال". - أن لا يكون من الممكن الوصول إليه بأدوات وعلم ذلك الزمان. - أن يكون غير مذكور مسبقًا بسرديات أقدم. ما سأركز عليه في هذا المقال هو آخر جزئيتين، كون جزئية التأويل يتم التلاعب فيها ولا أرغب في إضاعة وقت أي منكم، لذا سأفترض التأويلات الحديثة صحيحة، وأثبت أن البشر وصلوا لها بطريقة طبيعية قبل ذكرها في القرآن بمئات السنين بل وبشكل أدق وأوضح. الآيات التي سيتم نقاشها هي: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ